الاعتناء بالذرية والأهل في رمضان

عدد الملفات المرفوعه : 1

وأيضًا نأخذ على أيدي أبناءنا يقرؤون نجعل لهم حلقة ، مجلس بعد العصر يُجعل لهم مجلس ، وأما النساء بعد العصر فمشغولات في الطبخ والنفخ ، فلابأس أن تجعل مجلسها الصباح أو في الليل ، في آخر الليل لأهلك عليك حق تدارسهم ، واحرص على أن يختموا القرآن ، لأنك إذا لم تعود الأبناء والبنات من الآن على ختم القرآن في رمضان خاصة يصبح رمضان كبقية الشهور ، لا ، الواجب علينا أن نعتني بأولادنا ذكورًا وإناثًا ، وأن نعتني بأهلينا كبارًا وصغارًا في هذا الجانب ، فلا يذهب النهار كله نوم ، والليل كله سهر ؛ هذا غلط وهذه مصيبة عظيمة ، فإن هذا الشهر شهر طاعة ليس بشهر نوم ، النبي ﷺ كان يجتهد في رمضان مالا يجتهد في غيره ، ويجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها ، وإذا دخلت شد المئزر هو في نفسه ﷺ ، يعني ترك أهله ، هذا هو الصحيح في تفسير هذا الحديث كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر وغيره ، واستدلوا عليه ، اعتزل أهله ، فهذا الإعتزال هو شد المئزر ، يعني لم يخلد إلى الذائذ ، إلى المجامعة وإلى الأنس في هذه العشر خاصة ، شد مئزره ، وأحيى ليله ، وأيقظ أهله ، فانظروا إلى هذه الثلاث ، هو في نفسه ثم أحيى الليل في الطاعة ، ثم قام بحق الله في أهله ، ما يتركهم سدى بدون أمر ولا نهي ضائعين ؛ والعكس في هذا الزمان إذا جاءت العشر الأواخر عشر العتق من النار ، والتي فيها ليلة خير من ألف شهر انطلق النساء والصبيان إلى الأسواق ، والنساء والصبيان معشر الإخوان ضعفاء عقول ، الصغير لم يكتمل عقله لا يزال ، والمرأة ضعيفة عقل وناقصة عقل ودين ، فأنت تأطرها على نفعها الذي تجده عند الله يوم القيامة ، فهذه الساعات المباركات ما تذهب في الأسواق ، إذ كنت ولابد الناس لها شواغل ولها أحوال ولها حاجات ، إن كنت ولابد فاعلاً فلابأس خذه في النهار ، أو خذ طلباتهم أنت في النهار واذهب بها واقضها لهم ، ولا تضيع الساعات المباركات الثمينة في الليالي المباركة ليالي العشر تضيعها في الأسواق ، في أبغض البقاع إلى الله – تبارك وتعالى – ألا وهي ايش ؟؛ الأسواق ، وتترك أحب البقاع إلى الله – تبارك وتعالى – ، فتهمل أحب البقاع من العمارة ، وتعمر أبغض البقاع ألا وهي الأسواق ، هذا في صحيح مسلم ، وجاء عند أحمد – رحمه الله – في المسند أن النبي ﷺ سئل عن أبغض البقاع ، فقال : لا أعلم حتى أسأل جبريل ، فجاءه جبريل – عليه السلام – فساله فقال : أي جبريل ما أبغض البقاع إلى الله ، وما أحبها إلى الله ؟ ، قال : الله أعلم ، حتى أسأل ربي ، ثم نزل عليه بعد ،فأخبره أنه سأل ربه ، فأخبره – تبارك وتعالى – : أن ابغض البقاع إلى الله الأسواق ، وأحبها إليه المساجد ، خرجه أحمد بإسناد حسن ، فالشاهد الآن كثير منا يهمل عمارة احب البقاع إلى الله ويعمر أبغض البقاع إلى الله وفي رمضان ومتى ؟ ، في العشر الأخيرة العشر الفاضلة التي لياليها عند الله أفضل من ليالي عشر ذي الحجة ، فيها ليلة خير من ألف شهر ، الإنسان يحصر نفسه عشر ليال أو تسع ليال ليصيب هذه الليلة ، لو قلت للإنسان أن أعطيك خمسين الف ما هو خمس آلاف خمسين ألف ، وأنت تنتظرني عشرة أيام ، قال أن انتظرك شهر في هذا المكان ما أذهب شهر انتظرك بس تعطيني خمسين ألف ؛ فكيف بهذه العشر التي فيها هذه الليلة التي من قامها ايمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ، وشهر رمضان من صامه ايمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قامه ايمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه .


  • (مقتطف من محاضرة بعنوان : استقبال شهر الصيام كلمة للشيخ د. محمد بن هادي المدخلي وتعليق العلامة زيد المدخلي 25-8-1430هـ).

شاهد-على-اليوتيوب

  • 1442/09/19
  • مشاهدات : 1٬817
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري